إدمان الإنترنت هو عبارة عن حالة مرضية تصيب بعض الأشخاص الذين يعكفون على استخدام شبكة الإنترنت بشكل مستمر سواء كان بسبب أو بدون سبب، تعرف تلك الظاهرة أيضًا باسم الاستخدام المرضي للانترنت وتتسبب تلك الظاهرة بشكل أو بآخر في إصابة الشخص بخلل يمنعه من أداء العديد من مهامه اليومية، كما يؤثر ذلك بشكل واضح على الصحة العضوية والنفسية أيضًا للمصاب بشكل ملحوظ وقد تصيب تلك الحالة الأطفال والمراهقين والكبار، وإليكم ما يخص ذلك فيما يلي عبر موقعنا بالتفصيل.
ما هوا إدمان الإنترنت
ادمان الانترنت يُعتبر مشكلة متزايدة في العصر الرقمي الحالي، حيث يجد الأفراد أنفسهم يقضون ساعات طويلة يوميًا في التصفح عبر الشبكة بمختلف أشكالها، سواءً كان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو مشاهدة مقاطع الفيديو، أو لعب الألعاب عبر الإنترنت، مما يؤثر سلباً على صحتهم الجسدية والنفسية وعلاقاتهم الاجتماعية.
يمكن أن يكون الإدمان على الانترنت نتيجة للعديد من العوامل، بما في ذلك الهروب من الواقع، أو الشعور بالوحدة، أو البحث عن تجارب جديدة ومثيرة. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي الإدمان على الانترنت إلى تأثيرات سلبية على الصحة العقلية والجسدية، مثل قلة النوم، وزيادة القلق، وتدهور العلاقات الاجتماعية.
من الضروري التعرف على علامات الإدمان على الانترنت والعمل على مواجهتها وعلاجها، يشمل ذلك تحديد الحدود الزمنية لاستخدام الانترنت، والبحث عن هوايات وأنشطة أخرى لتنويع الوقت والاهتمامات، والتواصل مع الأصدقاء والعائلة خارج الإنترنت، كما يمكن الاستعانة بمساعدة متخصصين لمساعدة الأفراد على التغلب على الإدمان واستعادة توازن حياتهم.
يعرف هذا النوع من الإدمان أيضًا باسم استخدام الإنترنت الإشكالي لما يسببه من مشكلات عضوية ونفسية للمستخدم، وإليكم ما يخص ذلك فيما يلي:
- ربما يدخل المصاب بتلك الحالة بشكل مستمر على شبكة الإنترنت سواء كان بهدف أو بدون هدف.
- فقد يكون بهدف أداء أعمال هامة ولكن يستغرق فيها وقت طويل دون وضع حدًا للاستخدام مما ينتج عنه أضرار متنوعة.
- هناك أيضًا من يدخل على الإنترنت بصورة متكررة لفترات طويلة ولكن دون هدف أو سبب مقنع أيضًا وقد ينتج عن ذلك أيضًا نفس الأضرار.
- يوجد العديد من الأبحاث والدراسات التي تؤكد خطر استخدام الإنترنت الإشكالي على كافة الأعمار لاسيما المراهقين.
اقرأ أيضًا: كيفية استخدام تطبيقات التعلم الإلكتروني لتنمية المهارات والمعرفة
أعراض إدمان الإنترنت
هناك العديد من أعراض إدمان الإنترنت المختلفة والتي يمكنك من خلالها معرفة مدى إصابتك بحالة الاستخدام المرضي للانترنت وتتمثل فيما يلي:
- استخدام شبكة الإنترنت أثناء اجتماعك مع أصدقائك أو أحد أفراد أسرتك.
- وضع الهاتف إلى جوارك وأنت على طاولة الطعام.
- الشعور بالقلق والتوتر بمجرد عدم استخدامك الإنترنت لمدة ساعة على سبيل المثال.
- استخدام الإنترنت لعمل أي مهمة أو تأدية أي واجبات أو حل أي مشكلات على سبيل المثال.
- التفكير المستمر في شحن بطارية الهاتف ومدى تأثير نفاذ الشحن عليك إذا أصبحت بدون هاتف لعدة ساعات.
- ملاحظة تغير في أخلاقيات المراهقين من حيث الاتجاه إلى تصرفات غير أخلاقية نتيجة الدخول على مواقع إباحية.
أسباب إدمان الإنترنت
من الجدير بالذكر أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إدمان الشبكة العنكبوتية مسببة أضرار جمة وتتمثل تلك الأسباب فيما يلي:
- اضطرابات نفسية: قد يصاب الفرد ببعض الاضطرابات النفسية التي قد تؤدي إلى هروبه من واقعه إلى شبكة الإنترنت لكي يتناسى ما يشعر به من اضطرابات مختلفة.
- صفات وراثية: قد يكون الأمر وراثيًا بحتًا وتنتقل تلك العوامل الوراثية إلى الأبناء بشكل طبيعي ولا يتم علاجها مبكرًا حتى تتفاقم.
- عوامل بيئية: هناك أيضًا بعض العوامل البيئية التي تتسبب في إصابة الفرد بالاستخدام المرضي للانترنت نتيجة توفره أمامه دون غيره من وسائل ترفيهية وعملية أخرى.
أنواع إدمان الإنترنت
لك أن تعرف أن هناك أنواع كثيرة من صور الإدمان الإلكتروني كما يوجد.أيضًا استراتيجيات علاج ادمان الإنترنت حسب كل نوع، وإليكم أبرز أنواع ادمان الانترنت فيما يلي:
- إدمان ألعاب الفيديو.
- استخدام الهواتف بشكل مستمر يعد أحد صور الإدمان الإلكتروني.
- إدمان وسائل التواصل الاجتماعي.
- استخدام تطبيق الرسائل النصية بشكل متكرر على مدار اليوم بدون أسباب قهرية يعد من أشكال الإدمان الإلكتروني.
- الدخول في مزادات عبر شبكة الإنترنت دون النظر إلى مدى الخسائر التي قد تقع عليك نتيجة عدم دراسة
- الأمر جيدًا وهو ما يحدث بالفعل للبعض.
- إدمان المواقع الإباحية وهو أخطر أنواع الإدمان الإلكتروني.
اقرأ أيضًا: أفضل طرق إدارة الوقت time management ومتابعة المهام
نتائج الاستخدام المرضي للانترنت
من الجيد أن تعي تمامًا مدى تأثير ادمان الانترنت أو ما يعرف بالاستخدام المرضي للإنترنت على حالتك الصحية بشكل عام، ومن ذلك على سبيل المثال:
- إرهاق العين والإصابة بضعف في القوة البصرية بشكل.
- زيادة احتمالية الإصابة بالنفق الرسغي والذي يبدأ بشعور بسيط بألم في منطقة الرسغ وقد يتفاقم الأمر بعد ذلك بأعراض أكبر وأكثر حدة.
- الإصابة ببعض مشكلات العمود الفقري بما في ذلك فقرات الرقبة العنق.
- التعرض لخطر الإشعاع الصادر من الهواتف الخلوية أو أجهزة الكمبيوتر أيضًا.
- ضعف جهاز المناعة وبالتالي الإصابة المستمرة بأي عدوى بشكل مستمر ومتتالي أيضًا.
- تغيرات في الحالة المزاجية.
- إهدار الوقت وقلة عدد ساعات النوم مما يؤدي إلى الإصابة ببعض المشكلات الصحية الأخرى.
- رتابة وملل في الحياة الاجتماعية والدراسية والعملية أيضًا والذي يؤدي بدوره إلى مشكلات نفسية مثل الاكتئاب وقلة الثقة بالنفس وغيرها.
أثر إدمان الإنترنت على الأطفال
إن إدمان الشبكة العنكبوتية أو ما يعرف باستخدام الإنترنت الإشكالي للأطفال يتسبب في ظهور العديد من المخاطر العضوية والنفسية والحياتية أيضًا على الأطفال ومن ذلك:
- العزلة الاجتماعية.
- انخفاض الأداء الدراسي.
- الإصابة بالسمنة نتيجة قلة الحركة.
- الإصابة باضطرابات في النوم من حيث موعد النوم والاستيقاظ وكذلك مقدار عدد ساعات النوم.
- انخفاض الإبداع وتقليص مهارات الطفل.
- ظهور بعض السلوكيات العدوانية خاصة إذا تم تشتيت انتباهه وقت استخدام الإنترنت.
- تأخر في النمو العقلي والعاطفي أيضًا.
- الشعور المستمر بالقلق والتوتر.
كيف احمي نفسي من إدمان الإنترنت
من الجدير بالذكر أن هناك بعض النصائح التي يفضل اتباعها لكي تحظى بأمان تام عند استخدامك لأي خدمات إلكترونية بشكل عام، ومن ذلك ما يلي:
- حذف تطبيقات التواصل الاجتماعي من الموبايل واستخدامها من الحاسوب أو اللاب توب.
- الاهتمام بقضاء وقت الراحة من العمل أو الاستذكار مع الأسرة أو الأصدقاء وعدم قضائه على الإنترنت.
- ممارسة هواية مفضلة بعيدً عن شبكة الإنترنت مثل الرسم أو عزف الموسيقى أو إعادة تدوير المواد غير المستخدمة بالمنزل وغيرها.
- محاولة ترك الهاتف خارج غرفة نومك ودائمًا اهتم بوضعه بعيدًا عن متناول يدك.
- مارس رياضة مناسبة لعمرك وحالتك الصحية بحيث تقضي فيها وقت أكبر وبالتالي تترك الهاتف من يدك.
- الحصول على قسط مناسب من الراحة أثناء استخدام الإنترنت.
- عمل وقت محدد لاستخدام شبكة الإنترنت والتوقف عن استخدامه بعد ذلك الوقت.
- عدم استخدام الإنترنت في وقت متأخر من الليل.
- تجنب متابعة أي منصات إلكترونية تخص وسائل التواصل الاجتماعي خلال وقت النوم أو الاستذكار وكذلك في وقت العمل.
اقرأ أيضًا: العاب تعليمية للاطفال لتعليم المواد الدراسية
علاج إدمان الإنترنت
إلى جانب ذلك فإن هناك المزيد من تقنيات الشفاء من إدمان الإنترنت والتي لاقت رواجًا ظاهرًا ومنها خطط علاج الإدمان الإلكتروني في مراحله الأولى كما يلي:
- أن يضع المدمن لنفسه خطة علاج محكمة تساعده على التخلص من الإدمان الإلكتروني في وقت قصير والتعافي دون ترك أثر يذكر.
- قد لا يحتاج المدمن الإلكتروني في المرحلة الأولى استخدام تقنيات الشفاء من إدمان الإنترنت بقدر رغبته الداخلية في التخلص من تلك العادة غير الصحية.
- يبدأ بوضع وقت محدد لاستخدام الشبكة العنكبوتية بمقدار ساعة واحدة مع تقسيمها على مدار اليوم.
- تحديد موعد استخدام الإنترنت بحيث يكون قبل الذهاب إلى العمل أو قبل موعد تجهيز وجبة الغداء، بحيث يكون مجبر على ترك الهاتف من يده.
- يعد أيضًا الامتناع الفوري عن استخدام غرف الدردشة ومواقع التواصل الاجتماعي أقوى علاج إدمان الإنترنت في حالة قدرة المصاب على ذلك.
- عمل جدول يومي ينظم وقته مع وضع مهام وأولويات في مقدمة الجدول وترك استخدام الهاتف في نهاية تلك الأولويات.
علاج إدمان الإنترنت للمراهقين
تختلف استراتيجيات علاج إدمان الإنترنت باختلاف عمر الشخص المصاب بإدمان شبكة الإنترنت، وفيما يلي علاج الإدمان الإلكتروني للمراهقين:
العلاج الدوائي Drug treatment
هناك بعض الحالات التي تتخطى المرحلة الأولى من الإصابة بالإدمان الإلكتروني والتي تحتاج إلى استراتيجيات علاج إدمان الإنترنت الحديثة ومن ذلك ما يلي:
- دواء لعلاج الاكتئاب.
- علاج التوتر والقلق.
- أدوية علاج الوسواس القهري.
اقرأ أيضًا: كيفية استخدام ميزات الصحة واللياقة البدنية على الجوال
العلاج بالصدمات الكهربائية Electroconvulsive therapy
يتم استخدام العلاج بالصدمات الكهربائية باعتبارها أحد تقنيات الشفاء من إدمان الإنترنت ذات النتائج الفعالة، ويتم تفعيلها كما يلي:
- يتم تركيب جسم صغير بلوحة مفاتيح الكمبيوتر يتم توصيله بالكهرباء.
- بمجرد استخدام الشخص للجهاز والدخول على مواقع غير مسموح بها يصدر ذلك الجسم صدمة كهربائية تصيب المستخدم.
العلاج النفسي Psychotherapy
يتضمن ذلك النوع من العلاج إمكانية علاج إدمان الإنترنت للمصاب بشكل منفرد أو مع جماعة، وإليكم فيما يلي بعض طرق علاج إدمان الإنترنت نفسيًا:
- العلاج السلوكي أو العلاج السلوكي الجدلي.
- تعديل السلوك.
- العلاج بالفن.
- اتباع وسيلة العلاج بركوب الخيل.
- العلاج بالترفيه.
التمارين الرياضية Exercise
تساعد الرياضة بشكل عام على التخلص من كافة السلوكيات غير الصحية في حياتنا، وإليكم طريقة استخدامها باعتبارها أفضل تقنيات الشفاء من إدمان الإنترنت:
- تساعد الرياضة على علاج إدمان الإنترنت لدى المراهقين بسرعة كبيرة.
- تعد ضمن استراتيجيات علاج إدمان الإنترنت المتدرجة التي تساهم بصورة فعالة في تقليل أعراض التراجع عن الاستخدام الإلكتروني المستمر.
- تساعد على تقليل هرمون الدوبامين في الدماغ وهو ما يقلل الانسياق خلف شعوره بالحاجة إلى الدخول على الإنترنت.
إدمان الإنترنت ليس مجرد ظاهرة فحسب بل هو مرض خطير يصيب الإنسان فيؤثر على قواه الجسدية والنفسية أيضًا؛ حيث يتسبب استخدام الإنترنت الإشكالي هذا في انعزال الشخص عن العالم المحيط به وهو أبرز أسباب العديد من الأمراض الأخرى التي تعد توابع حتمية لذلك الانعزال، على أي حال إن الوقاية خير من العلاج والوقاية تبدأ من ثقافة التعامل مع التكنولوجيا بشكل عام؛ لذا يجب علينا جميعًا تعزيز تلك الثقافة والاهتمام بها.
